قال الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم "لو تلقى أي لاعب من منتخب الشباب عرضا احترافيا خارجيا سأسعى بقوة أن يحترف، بالتنسيق مع الأندية، وأنا لن يرضيني أن يعود هؤلاء النجوم الذين يعتبرون كنزا للكرة السعودية، لن يرضيني أن يعودوا ليكونوا في دكة البدلاء مع أنديتهم".
وتحدث بلغة جادة في أن يأخذ بيد هؤلاء اللاعبين الذين وصفهم (بالصفوة) ومعهم آخرون ولا بد أن يعتنى فيهم ليقودوا الكرة السعودية إلى مرحلة جديدة.
وكان الأمير نواف بن فيصل بتحدث في أمسية جريدة الرياضية وشركة صلة أمس الثلاثاء في فندق الفيصلية وبثته على الهواء قناة (لاين سبورت) في الأمسية الثامنة لجريدة الرياضية التي أدارها بكفاءة الزميل سليمان الهويمل مذيع القناة الرياضية.
وأضاف رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم "احتراف اللاعب السعودي خارجيا يهمني كثيرا، ولا بد أن نستثمر الاتفاقيات مع مختلف الاتحادات في بعض الدول باحتراف لاعبينا لديهم.
وقبل ذلك تحدث عن الاحتراف ردا على سؤال الدكتور حافظ المدلج حول من يطالبون بالعودة للهواية في عدة مناسبات يخفق فيها منتخب أو فريق سعودي أو حين الحديث عن الاحتراف الذي بدأ عام 1992 بقرار من الراحل الأمير فيصل بن فهد – رحمه الله. وقال الأمير نواف "نحن فعلا بدأنا مبكرا عن غيرنا كثيرين في العرب وآسيا، وكانت البداية صرف كثير مبالغ فيه ثم ثل مع تخفيض إعانة الاحتراف وأصبحت بعض الأندية غير قادرة على دفع الرواتب في وقتها، والآن مع وجود الرعاية من قبل بعض الشركات تطور الاحتراف إلى حد صرف الرواتب عن طريق البنوك وهي خطوة في طور التطبيق". وشدد هنا على الدور الرقابي والمحاسبة من قبل اتحاد القدم لإدارات الأندية.
وأوضح أن اللاعب يحمل صفة (محترف) لكن مازال ينقصه الكثير في برنامجه اليومي التدريبي واللياقي والغذائي والطموح في تحقيق الأفضل.
وعاد بالذاكرة إلى مونديال 1994 في أمريكا مبينا أنه تم تفريغ اللاعبين ثمانية أشهر وبالتالي انتظم اللاعبون في برنامج محدد ومباريات قوية مع فرق كبيرة فكان النجاح، والآن منتخب الشباب تم تفريغ اللاعبين ستة أشهر في برامج مكثفة ومباريات قوية مع منتخبات متطورة وبالتالي تفوقوا في مونديال كولومبيا الحالي.
وشدد هنا على أن الاحتكاك بفرق كبيرة ومنتخبات عالمية ترفع من مستوى التحضير وبالتالي التألق في المحافل الدولية، لكن على المستوى العربي والآسيوي والخليجي لايمكن أن يؤدي إلى تفوق في المونديال.
مشاكل مع الأندية
وانتقد العمل التدريبي والفني واللياقي في الأندية بلا استثناء مبينا أن اللاعبين يحضرون للمنتخب بمشاكل لياقية وفنية مما يقلل من قيمة حضورهم مع المنتخب. وأشار هنا إلى أهمية انضباط اللاعب خارج التدريب وحرصه على نفسه والأندية لم تقم بدورها الحقيقي مع اللاعبين، وأكد أنه سيلتقي رؤساء الأندية لتدارس مثل هذه الأمور.
وانتقد الأندية أيضا على صعيد العمل مع الفئات السنية، وقال "للأسف العمل ضئيل في الأندية بينما اتحاد القدم عمل كثيرا واهتم بالفئات السنية وأوجد لها برامج وخطط، والواضح أن الأندية تهتم بتحقيق البطولات حتى لو في مدة شهر أو شهرين، بينما اهتمامها بالمستقبل ضعيف، وأنا أعذر بعض رؤساء الأندية لأنهم يواجهون ضغوطا جماهيرية وإعلامية، ولكن أيضا يجب أن يهتموا بالفئات السنية، دون أن أغفل أندية محدودة جدا عملت أكاديميات، وسيكون لنا وقفة بما يحقق الفائدة).
وأيد الأمير نواف مقترح الأستاذ عبدالرحمن الحلافي رئيس الاتحاد السعودي لكرة اليد برفع قيمة المكافآت الخاصة بالفئات السنية والتأكد من صرفها لمصلحتهم.
اللجان وتشاؤم الإعلام
وتحدث الأمير نواف بن فيصل عن اللجان وقال "أنا راض حول عمل اللجلن، هم يعملون بحرص وإخلاص ونزاهة، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا هذا التشاؤم المسيطر على وسائل الإعلام؟ والملاحظ أنه إذا حدثت مشكلة في الملعب يباشر الإعلام بالحكم المسبق بشكل تشاؤمي ويصور للرأي العام أن الأمر حسم قبل أن تمض ساعات، بينما يفترض أن يتريث الجميع لحين إصدار القرار ثم يتم نقده أو تعاطي تبعاته، لذا أقول أعطوا اللجان حقها من الوقت ثم انتقدوا". واعترف بأن بعض أعضاء اللجان (لايتواصلون مع الإعلام، وبعضهم لايريد، لذا يفترض أن يخصص الرئيس أو العضو الذي ينوب عنه أو السكرتير الخاص باللجنة يوما للحديث والرد على الإعلاميين الذين يريدون أن ينقلوا الحقيقة". وشدد هنا على أن (الإعلام هو بوابة الرأي العام).
قرار قضائي جديد
وعلى صعيد القضايا الرياضية أوضح الأمير نواف بن فيصل أنه سيصدر قرار حول التقاضي قانونيا مشددا على أن القانون هو السائد الآن في دستور وتعامل اتحاد القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب وهذا هو سر الاختلاف الكبير وما يدور حاليا، وقال "نحن لانحرج من أي قرار ضدنا، بل نرحب بكل ما يثبت العدل والإنصاف، ولا يمكن أن نحرج، ويهمنا كثيرا أن يأخذ كل ذي حق حقه".
وحول مقترح آخر من الحلافي بشأن إنشاء محكمة خاصة بالإعلام الرياضي وما يحدث من تجاوزات إعلامية بدلا من التقاضي في مكان آخر، قال الأمير نواف "التقاضي في الأصل مقر في وزارة الثقافة والإعلام بشأن القضايا الإعلامية ولكنه غير مفعل بشكله الصحيح، ولدي موعد مع معالي وزير الثقافة والإعلام وسنناقش مثل هذا المقترح وغيره بما يخدم الصالح العام إعلاميا". وأكد الأمير نواف أنه ((لا أحد محمي من النقد الهادف، والمواجهة والمكاشفة من الأمور الصحية لكن ليس بالافتراءات ولا التجريح)).
هموم الشباب
وفي بداية الأمسية التي امتدت ساعة ونصف الساعة تحدث عن محور احتضان الشباب مبينا أن طموح الرئاسة العامة لرعاية الشباب تروم لتحقيق تطلعات وأماني ورغبات الشباب الذين هم عماد المستقبل، "ولكن هذا لن يتأتى إلا بتكاتف الجميع". وأشار إلى أنه دائما مايلتقي الشباب سواء في منزله أو أماكن أخرى بعيدا عن الإعلام ويسمع لهم جيدا منوها بأفكارهم معربا عن فخره بخدمتهم مؤكدا أن هناك برامج خاصة ستطور من قدراتهم وتهيء الاستفادة من طاقاتهم. ونوه بدور الأندية في هذا الجانب ولكنه ليس كافيا ولابد من تكثيف العمل في هذا الشأن.
وحول دور القطاعات الأخرى ذكر أن وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الثقافة والإعلام جميعها على علاقة بالعمل الشبابي لكن الدور الأكبر للرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي من يجب أن تبادر للتنسيق معه الجهات الأخرى. ونوه بعمل القطاعات الأمنية والعسكرية وما تقدمه من أنشطة رياضية وشبابية.
اهتمام خادم الحرمين بالشباب
وزاد بأنه "دائما حينما ألتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله يوصينا أولا بتقوى الله ثم اعمل على تسخير كل مايلزم لخدمة شباب بلدنا الغالي، ولاحظت الفرحة على محيا خادم الحرمين الشريفين وهو يستقبل الشباب الذي عادوا من بعثاتهم على حساب رعاية الشباب لتحضير الماجستير وأفرحنا جميعا بتحفيزه لهم وارتياحه لما تم".
وأشار الأمير نواف بن فيصل إلى أن هناك تنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية حول تأمين ساحات للشباب وقد أنجزت الوزارة بعضا منها. وحث (أهل الحارة) على المطالبة بساحات شعبية لأهل الحي.
لاعب عن منتخب
وتحدث رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير نواف بن فيصل في محور خاص عن اللجنة الأولمبية وبرامجها وعلاقتها بالاتحادات، منوها بتجربة الصين وعملهم الطموح مبينا أنه كل خمس دقائق هناك خمسة آلاف سباح من خلال وجوده في الصين ضمن برامج اللجنة الأولمبية الدولية، وقال "هم لديهم الآلاف ونحن لدينا العشرات، ولا مقارنة لكنني أعجبت بعملهم كثيرا". ونوه أيضا بالعمل التعاوني مع وزارة التربية والتعليم وأنه على تواصل مع وزيرها الأمير فيصل بن عبدالله "الذي هو في الأصل رياضي ويشجع الرياضيين ويعمل على إعادة الرياضة المدرسية التي هي أساس صناعة الأبطال الأولمبيين".
وأشار إلى أن برنامج (الصقر الأولمبي) وباختصار هو دعم للاتحادات في القيام بمهامها وبرامجها مبينا أن المواهب موجودة ولكن المشكلة في رعايتها وصقلها والصرف عليها، وقال "أحيانا لاعب واحد في ألعاب القوى التي تسمى أم الألعاب يحتاج ميزانية فريق جماعي كمنتخب الماء مثلا، فلا بد من مدرب وإداري وطبيب يعملون على لاعب واحد مثلما هو المنتخب في لعبة جماعية".
وعبر عن ثقته أن يحقق اللاعبون السعوديون أفضل النتائج في أولمبياد لندن 2012 عن أي مشاركة سابقة.
وأشار إلى أن الميزانية المحددة قبل ثلاثين سنة لم تتغير في ظل المتغيرات الكبيرة ولكنه عبر عن أمله الكبير في وزير المالية بتفهم هذه المتغيرات وأنه يثق كثيرا حينما يلتقيه سيحل هذه المشكلة ويرفع من ميزانية اللجنة الأولمبية والاتحادات.
أهل العرب والمسلمين
وحول احتضان الاتحاد العربي والمجاملة على حساب القيمة الفنية، قال "نحن في السعودية دائما حاضنين للعرب والمسلمين، وهذا مما حباه الله بنا ولله الحمد ويجب أن نكون في مستوى هذه المسؤولية، ومع الدراسات والخطط التطويرية بتنا نشارك بفرق أولمبية تؤدي الغرض ولا تخل بالبرامج المحلية، بتنا نقنن الكثير من العمل، ولدينا أيضا اجتماع خلال سنة يخص اتحاد التضامن الإسلامي علما أن البطولة القادمة ستكون في إندونيسيا".
نجاح المدرب الوطني
وتحدث أيضا عن المدرب الوطني مشيرا إلى أن الخبراء الأوروبيين الذين تم الاستعانة بهم طالبوا من أول اجتماع بالاعتمادي على المدربين الوطنيين واستنكروا قلتهم بشكل لافت في الأندية، وجاءت النتائج سريعة في المنتخبات السنية الثلاثة الشباب والناشئين والأولمبي، وكذلك تم إقرار نصف العدد من المدربين الوطنيين في كأس الأمير فيصل. وشدد كثيرا على أن المدرب الكفء سيأخذ نصيبه وفرصته كاملة.
واعترف في شأن آخر بأن الجمعيات العمومية في واقعها غير الحقيقي ويخالف اللوائح وقال "اجتمعت اليوم مع الجهة المعنية بعمل الجمعيات العمومية وبالتأكيد أن الواقع أقل كثيرا عن الطموحات، وبصراحة أستغرب كثيرا أن أندية كبيرة جماهيريا مثلما يردد في الإعلام والحضور الفعلي في الجمعيات العمومية قليل جدا، ومن خلال دراسة خاصة سيتم إنشاء إدارة مختصة ومتفرغة ومؤهلة بكوادرها لمتابعة هذا العمل أن يكون حقيقا ولوائحي".
وشدد الأمير نواف بن فيصل على أنه يفترض أن تعقد الجمعية العمومية سنويا وأن تؤدي الجمعية العمومية دورها الحقيقي يتبع ذلك دور المساهمين فيما بعد متى تم التخصيص لكن الآن لابد من معالجة جميع السلبيات ومواجهة الخلل أيا كان مصدره الجهة المسؤولة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو الأندية".
رواد الرياضة ومعاصريها
وفي نهاية الأمسية استذكر الأمير نواف بن فيصل كل من لهم بصمات وأعمال ريادية في الرياضة مشيرا أولا إلى الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله ثم الأمير خالد الفيصل والأمير فيصل بن فهد رحمه الله والأمير سلطان بن فهد ، وقال "بعد هذه القامات من الصعب أن تعمل مثلهم أو تقدم جديدا، لكنني استفدت كثيرا من والدي وسيدي الأمير فيصل بن فهد ومن الأمير سلطان بن فهد وأنا الآن أكمل مجهودهما".
وأعلن في الختام أنه حريص على ربط الأجيال ممن لهم أعمال وضحوا بأموالهم وأموال عوائلهم لأجل الشباب والرياضة وطلب منهم التواصل معه لأن بعضهم غير معروفين الآن وسيعمل بقوة على معرفة كل من لهم شأن في الرياضة.
وقال "سأفتح أبواب التواصل من خلال بوابات التواصل وسأخصص أوقات أو يوما معينا في الأسبوع للتواصل". وشكر الرياضية وصلة على هذه الأمسية.