الصراخ يكتم صوت المعلقين

التعليق الرياضي هو المتعة التي ينشدها الجمهور لأنها تكمل الإبداع في المباريات فالأداء الجيد للاعبين والإخراج الجيد والمعلق المتمكن هو الذي يعطي في النهاية عملا ابداعيا وفي الفترة الأخيرة مع تولي القناة الرياضية السعودية نقل الدوري السعودي استبشر الجميع خيرا ولكن الصدمة الكبرى كانت بالظهور المتواضع للتعليق وغياب المعلق الجيد الذي يضفي إثارة للمباراة وليس صراخا أشبه بالحراج أو إثارة مصطنعة تجبر على (كتم) صوت التلفزيون حتى لا تسمع الصراخ. بالتأكيد أن الجميع الآن يتحسر على أيام الإبداع مع جيل العمالقة أكرم صالح وزاهد قدسي ومحمد رمضان وسليمان العيسي وعلي داود ومحمد البكر وغيرهم أما الآن فان ما يستمع إليه هو نوع من الصراخ وكل يعطي القابا في غير محلها ومنهم من يتدخل في الأمور التحكيمية والفنية ومنهم من يطالب بالأهازيج ولعل ضعف التعليق السعودي أجبر القناة الرياضية على الاستعانة ببعض المعلقين الخليجين لحل الأزمة ولكن ماهو الحل لعودة التعليق السعودي إلى مكانته المعروفة، استطلعنا آراء بعض الإعلاميين والجماهير لإيجاد حلول لحل أزمة التعليق..

شمال أفريقيا
في البداية تحدث الزميل ظافر القرني الصحفي بجريدة عكاظ فقال :” للأسف أصبحنا في الفترة الأخيرة نشاهد المباريات بدون صوت لعدم وجود المعلق المتميز الذي يوازي قدرات عصام الشوالي أو رؤف خليف أو علي الكعبي أو يوسف سيف، بصراحة أغلب الموجودين الآن لا يقدمون وصفا للمباريات بل يقدمون صراخا حتي في هجمات لا تستحق أي خطورة وهم يريدون أن يصنعوا إثارة أو تقليدا لمعلقين آخرين”.. وأضاف:” بصراحة الحل في استمرار الأفضل أو الاستعانة ببعض المعلقين الخليجيين أو حتى معلقين من شمال أفريقيا والأزمة ليست في التعليق فقط بل حتى المحللين يجب أن يتم اختيارهم بعناية من المدربين الذين يوصلون المعلومة للمشاهد “.

قتل المواهب
فيما يقول الإعلامي عبد الرحمن الزيد من جريدة الوطن :”المشكلة أن المسؤولين في القناة الرياضية لم يستقطبوا معلقين أكفاء لان التعليق يعطي إثارة جميلة متى ما وجد المعلق الجيد وما نســـمعه الآن فـي التعليــق على الدوري الســـعودي جعل الجميع يترحم على زمن التعليق، بصراحة لابد من خطوة جرئية من قبل القائمين على القناة الرياضية السـعودية بمنح الفرصـــــة للمواهب الشابة لتبرز بشكل كبير من خلال تبني برنامج عبر القناة الرياضية يستقطب المواهب الشابة وعمل مسابقة واختيار لجنة تحكيم محايدة حتى لو كانت عربية كما فعلت قناة الجزيرة من قبل لأن لدينا مواهب عديدة ولكن مشكلة المجاملات قتلت كل المواهب وأيضا إعادة الطيور المهاجرة من السعوديين المتواجدين في القنوات الخليجية”.

برنامج للتعليق
أما الزميل عبدالله عون من جريدة الحياة فيرى أن المجاملات هي السبب في استمرارية بعض المعلقين وعدم إتاحة الفرصة للمواهب الشابة.. وقال :” ما نسمعه الآن من تعليق عبر القنوات الرياضية السعودية لا يمكن أن يكون تعليقا بل هناك من يصرخ وآخر يغني وآخر ينتقد والضحية المشاهد وأعتقد أن فتح الباب للمواهب الشابة من خلال مسابقة تستمر لشهرين كما هو الحال في اكتشاف المواهب الغنائية فيمكن أن نكتشف مواهب في التعليق والأمر سهل طالما أن القناة الرياضية لا تمتلك برامج عديدة فيمكن تبني برنامج للمواهب واختيار لجنة تضم محمد رمضان ومجمد البكر ويوسف سيف وخالد الحربان لاختيار أفضل المواهب”.
ألفاظ خادشة
أما الجماهير فلهم رأي أيضا حيث يقول خالد الغامدي :” بصراحة أصبحت أتابع المباريات بدون صوت من كثرة ضعف المعلقين، تخيل أن معلق يصرخ من بداية المباراة حتى نهايتها وهي مباراة ضعيفة، ومعلق يقلد معلق آخر وهو لايمتلك أية موهبة،ومعلق يجعل كل تعليقه ليمتدح رئيس النادي الفلاني وإنجازاته ويسلم عليه، ومعلق يردد أبياتا شعرية وأغاني في غير موضعها مثل فض البكارة للشباك، فهل هؤلاء المعلقون يعتقدون أن ألفاظهـــم لا تدخل البيوت”.. وأضاف: أسـتغرب ألا يكون هناك محاســـبة للمعلق على تجاوزاته وللأسف هناك معلقون لا يستحقون أن يستمروا”.

فتح المجال
فيما يقـول المشاهد عليان السهلي: أعتقد لا يوجـــد أية مقارنة بين المعلقين في القناة الرياضية السعودية ومعلقين أمثال الشوالي والكعبي ورؤف خليــــف وغيرهــم حتى وأنــت تشاهد مباراة ضعيفة يجذبــــــوك بأسلوبهم المميز في التعليـــق والإثــــــارة “..وتابـــــع :”أتمنـــــى أن يذهب معلقونا ليأخذوا دورات في التعليــــق وهذا ليس عيبا، أو فتح المجال للمواهب الشابة أما الآن فأنـــا أفضل متابعة المبــاراة بدون صوت”.